أسباب السلوك العنيف عند الأطفال
أصبح العنف منتشراً بين الأطفال سواءً في البيت أو المدرسة، حيث يتعرض الطفل لضغوط نفسية في المدرسة، مما يؤثر على شخصيته وسلوكه، ولكن معظم الآباء والأمهات لا يهتمون بمثل هذه التصرفات ويغفلون عنها وعن مخاطرها على طفلهم، فالعنف له تأثيراً سيئاً جداً على الأطفال سواءً من الناحية النفسية أو حتى الجسدية. لذا سوف نستعرض في هذا المقال مفهوم العنف وأهم أشكاله الموجودة في المدرسة وكذلك تأثيره على الطفل وأسبابه وبعض النصائح لتفاديه.
العنف كما عرفه د.خالدعبد المحسن أستاذ علم النفس الإجتماعي: هو السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير... وقد يكون الأذى نفسياً(على شكل الإهانة)أو جسدياً.
مما لاشك فيه أن العنف يوجد داخل المدارس في تعامل الأطفال مع بعضهم البعض ولكن نحن لا نعطي إهتماماً لهذا ولاندرك أهمية الموضوع، فقد إنتشر العنف كثيراً في المدارس وتعددت أشكاله بين الأطفال، أهمها:
- الإستهزاء والتخويف.
- التقليل من شأن الطفل.
- توصيف الطفل بألقاب لها علاقة بالشكل مثل طوله أو قصره أو لها علاقة بالأصل أو البلد التي ينتمي إليها
عادةً ما يكون الطفل الذي يتعرض لأي شكل من أشكال العنف في المدرسة ضعيفاً لا يقدر على المجابهة خصوصاً لو إجتمع عليه أكثر من شخص، فهذه الإعتداءات تحدث بعيداً عن الكبار في الفسحة أو عند الذهاب للمدرسة أو البيت، فالطفل عادةً يعاني معاناة شديدة قد تكون في صمت أو قد يذكر ذلك لأحد أبويه الذي لا يهتم بالموضوع أصلاً حتى لو سمع أو رأى بعض هذه الإعتداءات على طفله ولا يهتم بمعاقبة الطفل المعتدي فهذا التصرف من ولي الأمر وكذلك الإعتداء الذي يتعرض له الطفل من ناحية أخرى يؤثر عليه ويجعله يشعر بالآتي:
- الحزن الشديد.
- التوتر الزائد.
- عدم الثقة بالنفس.
- يمضي أوقات الفسحة بمفرده.
- لا يستطيع التركيز في دراسته.
- قد يرفض الذهاب إلى المدرسة.
- قد يصاحبه بعض الأعراض العضوية وإضطرابات النوم.
لماذا يتسم سلوك الأطفال بالعنف والعدوانية؟
أثبتت إحدى الدراسات أن معظم الأطفال الذين يمارسون العنف يتجه عدوانهم نحو غيرهم من الأفراد بشكل يفوق إتجاه هذا العدوان نحو تخريب وتحطيم الممتلكات داخل أو خارج المدرسة، ومن أسباب هذا العنف:
- الفقر.
- الضغوط الإقتصادية.
- رفاق السوء.
- الحرمان المادي والعاطفي.
- عدم المساواة بين الإخوات.
- الشعور بالفشل في مسايرة الرفاق.
- سوء إستغلال وقت الفراغ.
- التفكك الأسري.
- التدليل الزائد من الوالدين.
- عدم متابعة الأسرة للأبناء.
- الهروب المتكرر من المدرسة قد يكون بدايةً للسلوك العدواني تجاه الآخرين.
- الشعور بالرفض من الرفاق.
- وجود أب عنيف أو أم عنيفه.
- غياب القدوة الحسنة.
- عدم الاهتمام بمشاكل الأطفال وكذلك عدم القدرة على معالجتها من قبل المسؤولين والمعلمين .
- غياب التوجيه والإرشاد.
- زيادة عدد الأطفال في الفصول الدراسية.
- نقص الكفاءات والخبرات العلمية المؤهلة أكاديمياً.
كل ذلك يجعل الطفل عنيفاً، لذا يجب على الوالدين أن يحافظوا على طفلهم من العنف.. ولتحقيق ذلك عليهم أن يأخذوا في إعتبارهم ما يلي:
- إشباع إحتياجات الطفل من الحب والرعاية والفهم حتى لا يشعر الطفل بالإحباط.
- تنشئة الطفل في جوٍ خالٍ من أشكال العنف حتى لا يشعر الطفل بالقهر والظلم.
- عدم زيادة مشاعر الغيرة بين الأطفال عن طريق تقسيم الإهتمام، وزيادة الحب بينهم.
- العمل على الإقلال من التعرض للعنف المتلفز.
- العمل على تنمية الشعور بالسعادة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعيشون خبرات العاطفة الإيجابية (السعادة) يميلون لأن يكونوا لطيفين نحو أنفسهم ونحو الآخرين بطرق متعددة.
- توفير القدوة الحسنة.
- أن يكون الوالدين على قدرٍ كبير من التحكم في النفس عند التعامل مع مشاعر الغضب والمواقف المثيرة.
- عدم إستخدام العقاب البدني إلا في حالات الضرورة؛ لأن ذلك يعطي للطفل إنطباعاُ بأن إستخدام العنف أمر مقبول عند الغضب.
- الحرص على الثبات.
وفي النهاية نؤكد على أن الطفل لا يولد عنيفاُ بل يكتسب العنف من المحيط الخارجي سواء الأسرة أو المدرسة أو التلفاز، فقد يعزز الوالدين سلوك الطفل العنيف إذا شعر الطفل بسعادة أو إبتسامة على وجه أحد والديه عندما يتصرف بشكل عنيف في موقف معين، لذا يجب على الوالدين تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعبير عن المشاعر السلبية وليس تعليمه كيف يكبت مشاعره؛لأن منع الطفل من التعبير عن غضبه سوف يشعره بالغيظ والإحباط.